الجمعة، 29 مارس 2013

خيانة ملكة والمؤامرة النسائية علي الملك رمسيس الثالث



لعل أشهر مؤامرة في التاريخ المصري القديم هي تلك التي دبرت لقتل الملك "رعمسيس الثالث"، ثاني ملوك الأسرة العشرين. وقد وصلت إلينا تفاصيل هذه المؤامرة من ثلاث برديات، هي: (البردية القضائية)...، أو (بردية "تورين")؛ وبردية "لي"

والذي أتاح وقوع مثل هذه المؤامرة، هو أن "رمسيس الثالث" على ما يبدو لم يحدد مَن مِن بين أبناء زوجاته الملكيات الكبريات سيرث العرش من بعده. يبدو أن هذا الأمر قد دفع واحدة من زوجاته (ألا وهى "تي") إلى أن تعمل على أن يتولى ابنها "بنتاؤر" كما سُمِّيَ في المحاكمة مقاليدَ الحكم، فكانا هما اللذين قاما بتدبير حركة تمرد فعلي كادت أن تنتهي باغتيال "رعمسيس الثالث". ويبدو أن مؤامرة كهذه لا يمكن أن تجد بؤرة أكثر ملائمة للنمو من الحريم.

وملخص المؤامرة أن الملكة "تـي" أو "تـتي" (إحدى زوجات "رمسيس الثالث") قد أيقنت أن الملك لن يجعل ابنها "بنتـاؤر" ولياً للعهد، فصمّمت على قتله، ثم إعلان ابنها ملكاً.

وقد اشترك معها في تدبير المؤامرة اثنان من كبار موظفي القصر، وهما "مسـد سـو رع"، و"ﭙـا بـاك آمـون". وقد كانت مهمة الأخير في داخل القصر وخارجه هي توصيل رسائل الحريم إلى أمهاتهن وأخواتهن، وقد كانت على النحو التالي:

"أثيروا القوم، حَرِّضوا الأعداء ليبدءوا الأعمال العدائية ضد سيدهم."

وقد اشترك في المؤامرة أيضاً بعض الضباط وحراس القصر، وأحد الكهنة، وست من نساء الحريم كنَّ واسطةً بين الملكة وشركائها في الخارج. وقبل أن يسدد المتآمرون ضربتهم، عملوا على إثارة الفرق المعسكرة في بلاد "النوبة" لتشق عصا الطاعة ضد الملك، ولتقوم بهجوم مفاجئ على مصر، وتمكن المتآمرون من كسب رئيس الفرقة إلى صفهم.

ولم تكتف "تـي" وأعوانها بجمع الأنصار، بل لجأوا للسحر ليستعينوا به على جلب الضر والبلاء على الملك وأعوانه . ولقد كانت تفاصيل هذه المؤامرة مثار مناقشة كثير من الباحثين،فلقد أعلن الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية رسميا عن كشف أثري مهم حول حقيقة مومياء الملك رمسيس الثالث وظروف وفاته، اذ تم الكشف والتأكد من أن الملك قتل بسكين حاد تسبب في قطع ذبحي في الرقبة أحدثه القاتل الذي فاجأ ضحيته من الخلف.
وقد قضت المحكمة بإعدام "بنتاؤر" وثلاثة آخرين و تم لف جسده بجلد الماعز وليس الكتان المعتاد، ولم يكن جلد الماعز طاهرا في العقيدة المصرية القديمة حيث اعتبر الماعز من الحيوانات التي تعادي اله الشمس رع وكانت موميائه معروفة باسم المومياء الصارخة وذلك بسبب انه اجبر علي قتل نفسه وتحنيط جسده وهو في حالة صراخ.
وهذا ايضا ما حدث مع الباقي فقد تركوهم ليقتلوا أنفسهم بأيديهم، بينما حكم على آخرين بالسجن، وببتر الأعضاء وحرقوا بالنار ووزع رماد اجسادهم علي طرقات مصر ليمنعوا من الخلود .

أما عن مصير الملكة "تـي"، فإنه لا يزال مجهولاً، وذلك لأن الوثائق لم تسجل الجزاء الذي نالته مما يدل علي احترام المصريين القدماء لملكاتهم ونسائهم مهما بدر منهم فذكرهن بسوء لم يكن من شيم المصريين القدماء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق